وثائق الجزيرة ... لماذا الان ؟؟؟ بقلم محمد عطاالله التميمي

[b]في تصوري ان ما تقوم به الجزيرة للاسف يشكل جزئا لا يتجزأ من برنامج مؤامرة محبوك بذكاء ودقة متناهية , بكل تأكيد ان قناة الجزيرة اطلت علينا اليوم بهذه الوثائق لتحقق بذلك اهداف سياسية بعيدة كل البعد عن المهنية الاعلامية والحيادية في العمل الصحفي , نلاحظ ان الوثائق في هذا التوقيت جائت لتحقق ثلاث اهداف سياسية :-
الاول ان مشروع التسوية بين الفلسطينيين والاسرائيليين وصل الى طريق مسدود حيث لم تستطع الادارة الامريكية وحلفائها في المنطقة ان تجبر السلطة على العودة الى المفاوضات امام ذكاء ودهاء الرئيس عباس الذي لا زال متمسكا بشروطه التي وضعها قبل عامين من الان , ابو مازن يعرف جيدا ما الذي يفعله , ويعمل ضمن مخطط لاقامة دولة فلسطينية مستقلة رغم انف اسرائيل وتحرك على عدة اتجاهات واثمر ذلك ايجابا باعتراف معظم دول امريكا اللاتينية بدولة فلسطينية على حدود العام 1967 وعاصمتها القدس وساهم بشكل كبير بتشويه صورة اسرائيل في المحافل الدولية لتمر بذلك صورة الدولة العبرية في ابشع مراحلها في التاريخ , اذا اسرائيل وضعت في الزاوية ولكي تخرج من ازمتها برأيي فانها ساهمت بشكل او باخر بتسريب او تحريف هذه الوثائق ومن ثم نشرها على الجزيرة لفك الضغط عنها ، باختصار شديد الجزيرة كانت اداة مؤامرة سواء كان ذلك بشكل مباشر او غير مباشر وستثبت الايام لنا ولكم ذلك .
الهدف السياسي الثاني هو ان الولايات المتحدة واسرائيل باتت متخوفة من امتداد ثورات تونس الشعبية ومصر الى باقي الدول العربية ليتسبب ذلك بخسارة حلفائهم في المنطقة وبالتالي رحيل رعاتهم في المنطقة ، اعتقد ان امريكا طلبت من امير قطر ان يسرب تلك الوثائق في محاولة لالهاء الجماهير العربية الغاضبة لكي ينسوا همومهم ويلتفتوا لهذه القضية ولكي ينصرف الاعلام العربي عن التركيز على قضايا الثورات الشعبية ويذهب باتجاه التركيز على الملف الفلسطيني وبالتالي ايقاف حالة التحريض الاعلامي للشعوب العربية على قياداتهم في ظل تحريض على السلطة .
الهدف السياسي الثالث من وراء ذلك هو ان اسرائيل وحلفائها شعروا ان حالة الانقسام لن تطول وان اجوائا ايجابية وحالة هدوء باتت تسود العلاقة بين فتح وحماس ، واضح ان الجزيرة بشكل مباشر او غير مباشر ساهمت في تعزيز حالة الانقسام وبدلا من ردم الهوة كبت الزيت على النار , الان اسرائيل اسعد ما تكون .
بالنسبة لقناة الجزيرة فان هذه الوثائق كانت مغرية لها ، ويبدو انه سال لعاب وضاح خنفر امام هذه الوثائق ، فكر خنفر بالموضوع واستنتج ان الجزيرة ستكون عنوانا للصحف العالمية واسما يتردد على الشاشات التلفزيونية في العالم وان شعارها سيكون محط انظار الملايين من العرب بعد نشر هذه الوثائق ، الجزيرة ترى في نفسها اكبر من ويكيليكس وعليه فانها نشرت هذه الوثائق تقليدا لويكيليكس وليس بطريقة مهنية بحته مع عدم نسيان اهدافها السياسية السابقة الذكر .
حين افكر بهذا الموضوع اسأل نفسي ، طالما قدمت منظمة التحرير الفلسطينية كل هذه التنازلات لاسرائيل فعلى ماذا تتفاوض السلطة ؟؟ واذا كانت اسرائيل لا توافق على كل هذه التنازلات فعلى ماذا ستوافق ؟ كلام فارغ !!
اجزم انه ان كان هناك تنازلات قدمت فان المسؤول عنها هم العرب وان كانت القدس ضاعت فان العرب من اضاعوها وان كانت فلسطين بيعت وقضية اللاجئين نسيت فان العرب من باعوا ونسوا ذلك وكان حريا بالجزيرة التي تعد جارة لاكبر قاعدة امريكية في المنطقة ان تفضح مسؤولي قطر الذين سمحوا للامريكان وطائراتهم ان تنطلق لقتل الاطفال العراقيين ولتدمر العراق بعد ان شحنت بصواريخ من وسط الدوحة .
كنت اشعر ان الجزيرة كانت سببا في تعزيز الانقسام في غزة وصولا للانقلاب الاسود عام 2007 ولكني الان بت متأكد ان الجزيرة هي سبب لكل فتنة في العالم العربي وانها تتغذى على خلق الصراعات وتعزيز الانقسامات .

» عص مص ... بقلم محمد عطاالله التميمي
» بيت بيوت ...... !! بقلم محمد عطاالله التميمي
» السكوت علامة الرضا ... بقلم محمد عطاالله التميمي