تزايدت اعتدائات المستوطنين الصهاينة ومعهم جنود الاحتلال , تارة ليؤمنوهم وتارة للمشاركة معهم في العدوان , لقد شكل هذا الامر المزعج حالة لا يستهان بها على مستوى الضفة الغربية وسجلت مراكز التوثيق والرصد المحلية والاجنبية مئات من الاعتدائات سواء على الارض وما عليها من اشجار زيتون واشجار اخرى او على القرى والتجمعات وما فيها من ممتلكات عامة وخاصة ومزارع او حتى دور عبادة ناهيك عن استمرار التهويد في القدس الشرقية التي اجمع العالم على انها ستشكل العاصمة المستقبلية للدولة الفلسطينية العتيدة , اي عاصمة ؟ ام انهم يتحدثون عن قدس اخرى في مكان اخر من العالم !
الكل اجمع على ان هذه الانتهاكات الاسرائيلية التعسفية تشكل جزءا من مخطط عدواني شامل يعد له اسرائيليا وبتكاتف صناع القرار في الدولة العبرية يقودها يمين عنصري حاقد تؤيده اقطاب اخرى في اسرائيل ولو انه على الملئ يراهم الناس مختلفين على امور يكون الاختلاف حتى فيها من وجهة نظري هو اختلاف متفق عليه اما للتغطية على شيء معين او لتشكل بذلك جزءا من مخطط شامل متكامل يعمل على انجاحه من الكل الاسرائيلي .
اوباما .. تلك الشخصية المعقدة التي برزت سريعا على الساحة السياسية في واشنطن سرعان ما اعتلت هذه الشخصية سدة الحكم في الدولة الاعظم على مستوى العالم ليبدا البعض بالحديث عن تغير كبير وجذري في السياسة الامريكية حول قضايا جوهرية عديدة شكلت بمضمونها الهم الاكبر في العالم , وبطبيعة الحال فالقضية الفلسطينية هي الابرز رغم عدم وضوح ملامحها بالنسبة الى الكثيرين , اوباما ظهر سريعا كنجم تفاوتت وسائل الاعلام العالمية على تحليله وانبهرت به الدنيا , وليس بغريب على العالم العربي بكل مكوناته ان يحكم هذه المرة ككل مرة عواطفه لتقول ان اوباما سيجسد ذلك الجني الذي سيخرج من فانوسه السحري ليقول " شبيك لبيك اوباما بين ايديك " .
اذا نجح السيد اوباما في الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الامريكية ليكون اول رئيس اسود للامبراطورية الاعظم في التاريخ على امل ان يغير هذا الاسود التاريخ الانساني الى الافضل لانه من عاش الظلم وذاق طعم الاضطهاد فانه لن ينسى ذلك بسهولة وقد تكون له ردة فعل سريعة وارجع البعض ان اوباما لن ينسى جذوره الاسلامية وسيحول امريكا من عدو اول للمسلمين الى صديق حميم لهم , ظهر اوباما في خطابه الاول بعد تسلمه مقاليد الحكم ليتفنن في صياغة الجمل الرائعة ويظهر انه بالفعل على قدر المسؤولية وانه من يملك المفتاح والحل للقضايا العالقة , لقد امتدح اوباما المسلمين والعرب وابدى رغبة جلية في بناء علاقة طبيعية معهم بل واكثر من ذلك , من ينسى ؟؟ حين زار الرئيس الامريكي الجديد جمهورية مصر كاكبر دولة عربية ومن اهم الدول الاسلامية مخاطبا الامة من مكتبة جامعة القاهرة باعثا لهم رسائل حب وسلام وامنيات بعلاقة مبنية على الاحترام .
ساقفز الى ما بعد ذلك .. عام على استلام اوباما لمقاليد الحكم , ما الذي تغير ؟؟ لا شيء .. اسرائيل تمعن في ارهابها وتحكم في حصارها على غزة وتهود القدس والاراضي الفلسطينية وكعادتها تقتل فرص السلام وتغتال حلم الدولتين واوباما واقف صامت ومؤيد ايضا ,, لانه ببساطة السكوت علامة الرضا .
في النهاية اذا , اتوجه الى كل من راهن على اوباما في هذا العالم العربي بسؤال بسيط وواضح ,,, على ماذا عولتم ؟؟؟