TAMIMI PRESS مدير الموقع
عدد المساهمات : 457 نقاط : 88364 الــــقوة في طرح المواضيع : 5 تاريخ التسجيل : 10/12/2009 العمر : 35 الموقع : النبي صالح
بطاقة الشخصية حقول النبي صالح: 100
| موضوع: يغتالون الحلم .. ليولد حلم جديد (قصة مجد) بقلم محمد عطاالله التميمي الإثنين أكتوبر 10, 2011 9:58 pm | |
| e]]قصة الجريح مجد ضيف الله الذي اصيب في قدمه بعد اصابته بصاروخ غاز من النوع المحظور والخطير . يغتالون الحلم .. ليولد حلم جديد القصة باعداد :- محمد عطاالله التميمي - . طفل عشق الوطن منذ ولادته ولد مجد ضيف الله تميم حسن تميمي في الاول من اغسطس من العام 1992 في قرية النبي صالح الواقعة شمال غربي رام الله ، وعاش في هذه القرية التي تعاني من ويلات الاحتلال الاسرائيلي مثلها مثل باقي القرى والمدن الفلسطينية ، ولد مجد بعد انتهاء الانتفاضة الاولى ببضع سنوات وفي مرحلة ما قبل تاسيس السلطة الفلسطينية وبدء العمل رسميا بمؤسسات الحكم الذاتي الفلسطيني التي جائت بعد اتفاق اوسلو الذي وقع بين منظمة التحرير الفلسطينية واسرائيل ، فلم يعرف مجد الانتفاضة الاولى المجيدة ولكنه سمع تفاصيلها ومعلومات عنها ويعرف عن احداثها بشكل جيد ، اما عن طريق اقاربه واسرته التي كان دائما يستفسر منها عن معلومات واحداث حدثت في الانتفاضة الاولى سواء بشكل عام او عن اولئك الاقارب الذين استشهدوا او اعتقلوا في هذه الانتفاضة ، فكانت صورة نزار الاسير ابن خال مجد والمحكوم مدى الحياة في سجون الاحتلال وقصة والدة نزار التي استشهدت اثناء زيارتها لنجلها المعتقل بعد الاعتداء عليها من قبل مجندة اسرائيلية حاقدة لا تغيب عن تفكير مجد الولد الذكي وتأملاته . الانتفاضة الثانية حاضرة في ذكرياته تخطى مجد ربيعه الثامن لتبدأ في ذلك الوقت انتفاضة الاقصى او ما عرفت بالانتفاضة الفلسطينية الثانية حين زار رئيس وزراء كيان العدو ارئيل شارون المسجد الاقصى بشكل استفزازي ما اثار حفيظة الشعب الفلسطيني الذي اشعل انتفاضة جماهيرية كبيرة ضد الاحتلال فسقط الاف الشهداء واعتقل عشرات الالاف واصيب مئات الالاف من الفلسطينيين لتتحول بعد ذلك الانتفاضة الى انتفاضة معسكرة ان صح التعبير وتزداد حدة الصراع بين الجانبين والنتيجة عشرات الالاف من الضحايا على يد الة الحرب الاسرائيلية المجرمة ، لتستطيع اسرائيل بعد ذلك القضاء على انتفاضة الفلسطينيين بقتل ياسر عرفات الذي دس له سم اشارت كل الدلائل بعد ذلك واصابع الاتهام كلها توجهت الى طرف واحد وهي اسرائيل ، هذه التفاصيل كلها يتذكرها مجد ويعيها تماما رغم انه كان طفلا صغيرا بريئا في ذلك الوقت . بعيدا عن العنف والسياسة والاحتلال ، مجد لديه احلام اخرى وكأي طفل فلسطيني عاش مجد حياة فلسطينية صعبة بامتياز ولم تكن طفولته بتلك الجمالية البعيدة عن واقع المعاناة التي يعيشها اطفال فلسطين خصوصا وابناء الشعب الفلسطيني عموما جراء اعتداءات وانتهاكات الاحتلال وظلمه واستبداده ، ورغم كل تلك المعاناة لدى مجد أحلام اخرى ، فقد ابدى اهتماما كبيرا بالرياضة حاملا فيها املا كبيرا ، عشق هذا الطفل كرة القدم خصوصا فكان لا يفوت مباراة الا ويشاهدها وكان يمارسها في المدرسة وفي الحي وفي الملعب ايضا ، ومعروف عن مجد انه مبادر بخصوص كرة القدم ، ولا يفوت فرصة ليجمع فيها زملائه واصدقائه ليشاركوه في هذه اللعبة المحبوبة في قلبه ، باختصار مجد يعشق كرة القدم اكثر من اي شيء اخر بل ويحب هذه اللعبة اكثر من حب البرازيليين لها . كبر وكبرت احلامه انهى مجد في صيف العام 2010 الثانوية العامة بتقدير جيد ليبدأ بعد ذلك بالتفكير بذلك التخصص الذي سيختاره ليكون عنوانا لحياته ومستقبله ، وحيوية الشباب وهوايته المفضلة هما السببان اللذان دفعا مجد لاختيار ذلك التخصص الذي يحقق من خلاله رغبته واحلامه ، تأمل مجد مستقبله وحاول الربط بين هواياته الكروية ومستقبله العلمي والعملي ، وبالفعل كان ذلك ، فاختار هذا الشاب اليافع ان يدرس تخصص الرياضة ملتحقا بجامعة القدس أبو ديس ليحقق بذلك رغبة طفولته وحلمه بان يبقى وفيا للرياضة التي لطالما عشقها وأبدى لها انتماءا غير معقول . الاحتلال يغتال الحلم لم تكتمل فرحة مجد الذي لم يمضي على التحاقه بالجامعة عدة اسابيع فاذا بحلم حياته يقتل على يد احتلال يغتال حتى الاحلام والاماني ، ففي مواجهات قرية النبي صالح التي تحدث على اثر المسيرات والتظاهرات الاسبوعية الاحتجاجية على الاستيطان ومصادرة الاراضي وجدار الضم والتوسع العنصري ، اصيب مجد بصاروخ غاز من النوع القاتل والمحرم دوليا استخدامه ، وحتى في داخل اسرائيل حظر على الجيش استخدامه لقمع المسيرات خصوصا على اثر تقديم شكاوى من مؤسسات حقوقية فلسطينية ودولية بعد تسببه باستشهاد باسم ابو رحمة الذي استشهد بعد اصابته بهذا الصاروخ في بلدة بلعين غربي رام الله والتي تجري فيها ايضا مظاهرات اسبوعية ضد الجدار العنصري المقام على اراضي البلدة منذ اكثر من ستة سنوات . ولكن ؟!؟! عادت قوات الاحتلال واستخدمت هذا الصاروخ من جديد وان تغير المكان وتغيرت الضحية ، ففي يوم الجمعة بتاريخ التاسع عشر من نوفمبر من العام 2010 هاجمت قوات الاحتلال قرية النبي صالح لقمع مسيرتها الاسبوعية ، فاطلق الاحتلال الرصاص الحي والمطاطي والغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت ورش المنازل والمتظاهرين باستخدام المياه العادمة ذات الرائحة الكريهة ناهيك عن احتراق عدد من المنازل واختناق من فيها من اطفال ونساء وشيوخ بعد استهدافها بالغاز بشكل عشوائي تارةً ومقصود تارةً اخرى . وفي ذلك اليوم البائس ايضا بالنسبة لمجد واهالي القرية احتل الجنود الصهاينة عددا من المنازل المشرفة على مناطق المواجهة وحولوها لثكنات عسكرية واقاموا الحواجز على مداخل القرية واعلنوها منطقة عسكرية مغلقة في مشهد حول هذه القرية الامنة الصغيرة الى ساحة حرب مستهدفين كل من يتحرك في شوارعها وازقتها . اللحظة الاصعب في هذه اللحظات العصيبة كان مجد كباقي ابناء القرية متواجدا في احدى الشوارع وفجأة سمع هو والجميع صوت احد الاشخاص ينادي بصوت مرتفع ويستنجد بالجميع ويطلب سيارة اسعاف ، انه المواطن عبد الفتاح التميمي الذي هوجم منزله بعدد من قنابل الغاز والرصاص بشكل مقصود على المنزل فاقتحمت القنابل المنزل محطمة نوافذه لتتسبب باحتراق المنزل واختناق من فيه من نساء واطفال ، ولولا رعاية الله لكانت زوجة عبد الفتاح فقدت حياتها نتيجة هذا الهجوم علما انها مصابة بمرض الربو . وما ان سمع مجد صوت عبد الفتاح الا وسارع للركض للوصول الى المنزل المشتعل لاطفاء النيران وانقاذ ما يمكن انقاذه ، وقبل وصوله المنزل ، جنود الاحتلال يبدأون باطلاق الرصاص على مجد ومن معه ومن ثم يطلقون عددا هائلا من الصواريخ الغازية من النوع القاتل ، أصيب العشرات بالاختناق ، واصيب مجد ... انها اللحظة الاصعب في حياته ، يقول مجد ويضيف ايضا بانه صار يخاف من العصافير حين يراها في السماء قادمة باتجاهه نتيجة تأثره النفسي بعد اصابته بهذا الصاروخ ، ويعود مجد بنا ليذكرنا بما جرى وقتها ، صاروخ قادم من احد الفوهات من بندقية جندي يعتلي احد المنازل المقابلة ينطلق بسرعة هائلة حتى ان صوته في الهواء كان يشبه صوت الصقر المنقض على فريسته ، فنزل بسرعة هائلة وارتطم بالارض واتجه بعد ذلك الى قدم هذا الشاب اليافع .. انه كابوس ، كابوس يكرر مجد ، احسست انني في كابوس ، قلت لنفسي في هذه الثواني القليلة ( يا رب يطلع كابوس مش عنجد ) وتنزل دمعة من عينه تأخذ طريقها الى خده الايمن ، لانه تذكر لحظة اصابة قدمه اليمنى ، انها اسوأ لحظات حياته ، ويضيف مجد بانه بقي لمدة ربع ساعة في المكان تحت اطلاق الرصاص وهو مصاب في قدمه المتحطمة عظامها ، والغاز يخنق فيه ايضا قبل وصول سيارة الاسعاف الى المكان بسبب اخذها طريقا التفافيا بسبب حواجز الاحتلال المقامة على مداخل القرية الثلاث . لم يكن كابوسا ، بل اغتيل الحلم بعد نحو اسبوعين من وجود مجد في المشفى واجرائه عددا من العمليات الجراحية في قدمه بسبب تهتك في عظامها ، عاد مجد الى منزله ، الى غرفته ، صار يرى كرة القدم امامه ، وكتب تخصصه امامه ، ويسمع اصوات الشباب يجمعون انفسهم للذهاب الى لعب كرة القدم ، امام كل هذا ، قتل حلم مجد ، اسرائيل اغتالت احلامه ، ولا يستطيع هذا الشاب البريء اخفاء دموعه كل ما تذكر هذا المشهد السيء والصعب من حياته ، هو رأى كابوس ، ورأى حلمه يقتل ، لم يعد الان قادرا على ممارسة كرة القدم للتسلية ولم يعد ايضا قادرا على دراسة تخصص الرياضة في الجامعة ولم يعد حتى يحب مشاهدة المباريات لانها تذكره بانه بات غير قادر على ممارسة كرة القدم التي يشعقها منذ طفولته . نقطة تحول بعد كل هذا الألم وهذه المعاناة ، تذكر مجد بانه فلسطيني ، وبان الفلسطيني لا يمكن ان يهزم ، تذكر كل اولئك الذين ضحو بحياتهم وحريتهم لاجل هذا الوطن الذي لا نملك اعز منه ، قرر ان يحدث نقطة تحول في حياته ، هذه النقطة قائمة على الانتقام ، سينتقم من اسرائيل ، ولكن على طريقته . اختار مجد ان يعود الى الجامعة ولكن هذه المرة ليس من باب تخصصه الرياضي بل من باب تخصص اخر ، وهو الاعلام ، اختار الاعلام ليكون في المستقبل اعلاميا فلسطينيا يفضح ممارسات الاحتلال ويساهم في دعم الصمود والنضال الفلسطيني ، وينشر مأسي هذا الشعب الى العالم كله ، القى خلف ظهره بكل همومه والامه ، واختار الان ان يسلك طريقا جديدا ، وان يرد على من قتلوا حلمه بالرصاص والصواريخ ، بقلم وكاميرا ولسان حاله يقول ، قتلتم حلمي ونسيتم انني انجب في كل يوم حلما جديدا وبان تحقيق احلامنا صارت قريبة جدا ، وبان من اغتال حلمه ، سيعاقب ،على الاقل لا زال مجد يحتفظ بالصاروخ الذي اصابه لكي لا تضيع بصمات المجرم الذي سيأتي اليوم الذي سيدفع فيه ثمن جرائمه غاليا . اعداد محمد عطاالله التميمي [/b] | |
|