بيروت تحمل تل ابيب مسؤولية الاشتباكات والجيش يحذر من “عواقب وخيمة لأي اعتداء”
القدس المحتلة – بيروت – واشنطن – وكالات - وجه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو تحذيرا شديد اللهجة الى الحكومة اللبنانية وحركة حماس، بعد الاشتباكات المسلحة التي دارت بين الجيشين اللبناني والاسرائيلي على الحدود بين البلدين وسقوط صواريخ في جنوب اسرائيل. فيما حملت الحكومة اللبنانية، اسرائيل مسؤولية الاشتباكات الدامية وأكدت ان الشجرة التي سببت المواجهات تقع “فوق ارض لبنانية”، وجاء موقف الحكومة اللبنانية بعد ما اكد الجيش اللبناني انه سيرد على “اي اعتداء” اسرائيلي بالطريقة ذاتها التي اعتمدها خلال المواجهات مع الجنود الاسرائيليين.
من جانبها قالت الولايات المتحدة امس ان اطلاق الجيش اللبناني النيران التي ادت الى مقتل ضابط في الجيش الاسرائيلي كان “غير مبرر اطلاقا”. وقال فيليب كراولي المتحدث باسم وزارة الخارجية ان “اطلاق القوات المسلحة اللبنانية النار كان غير مبرر اطلاقا”.
واشار كراولي الى ان الامم المتحدة أكدت ان الاشجار التي قطعتها اسرائيل وكانت السبب في الاشتباك الدامي الثلاثاء كانت على الجانب الاسرائيلي من الحدود.
وقال نتنياهو في تصريح وزعه مكتبه على وسائل الاعلام “اريد ان يكون هذا واضحا لحماس كما للحكومة اللبنانية التي نعتبرها مسؤولة عن الاستفزاز العنيف ضد جنودنا: لا تختبروا عزيمتنا في الدفاع عن مدنيي وجنود اسرائيل”.
ويأتي هذا التصريح، الذي ادلى به نتنياهو بالعبرية ووزعه مكتبه على شكل نص وشريط فيديو، غداة اشتباكات هي الاخطر من نوعها التي تشهدها الحدود اللبنانية الاسرائيلية منذ 2006 والاولى من نوعها منذ عقود بين الجيشين الاسرائيلي واللبناني، وقد اوقعت ثلاثة قتلى لبنانيين هم جنديان وصحفي اضافة الى ضابط اسرائيلي برتبة كولونيل.
واضاف نتنياهو “سياستنا واضحة. اسرائيل ترد وستواصل الرد بقوة على اي اعتداء يتعرض له مدنيوها وجنودها”. وفي بيان آخر بالانجليزية توجه نتنياهو الى المجتمع الدولي قائلا ان “اطلاق صواريخ على مدنيين هو جريمة حرب، وشن اعتداءات متعمدة ضد جنود هي اعمال عدوانية فاضحة”، مشيرا الى ان “اسرائيل تنتظر من المجتمع الدولي ادانة هذه الاعتداءات بأشد عبارات الادانة”.
وقال نتنياهو انه “داخل المجتمع الدولي، كل الذين يريدون السلام عليهم دعم حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها في مواجهة اولئك الذين يعتدون على الابرياء ويسعون لتدمير السلام”.
وبعد التهديد جاء الوعيد في خطاب نتنياهو الذي قال “في الايام الأخيرة شهدنا ثلاث هجمات اجرامية على الأراضي الإسرائيلية، من قطاع غزة الى عسقلان وقرى محيط غزة. هجوم الجيش اللبناني على قوات الجيش، التي كانت تقوم بعمل عادي في الاراضي الاسرائيلية، وأشدد في الاراضي الاسرائيلية، وبين الهجومين المذكورين، هجوم آخر من سيناء على ايلات، كذلك على العقبة في الأردن”. وأضاف أنه يحمل حركة “حماس” والحكومة اللبنانية المسؤولية عن العمليات الأخيرة، وقال “اريد ان اوضح لحماس ولحكومة لبنان ايضاً، بأننا نرى بها المسؤولة عن الاستفزاز العنيف لجنودنا. لا تمتحنوا تصميمنا بالدفاع عن مواطني دولة اسرائيل وجنودها. فسياستنا واضحة، بأن اسرائيل ترد وستستمر بالرد بحزم على كل هجوم على مواطنيها وجنودها. وعلى ما يبدو هناك من أدرك ذلك، ويحاول التهرب من مسؤوليته على جرائمه”.
وقال نتنياهو ان التحقيقات الإسرائيلية في اطلاق الصواريخ الى البلدات الجنوبية تظهر ان حركة “حماس” هي المسؤولة عن اطلاق الصواريخ، وأضاف: “بعد ثلاثة ايام من ردنا في غزة، اطلقت صواريخ غراد من سيناء الى ايلات والعقبة من قبل طرف كأنه مجهول. وقبل عدة شهور، وفي 22 نيسان (ابريل) 2010، جرى اطلاق مشابه من سيناء لإيلات. حققنا في الحادثين المذكورين، وتبيّن لنا من دون شك ان خلية من الذراع العسكرية لحركة حماس في غزة هي التي أطلقت الصواريخ بشكل متستر في الحالتين”.