قال الدكتور احمد يوسف المستشار السياسي لرئيس الوزراء في الحكومة المقالة إسماعيل هنية إن حركة المقاومة الإسلامية "حماس" استجابت لرغبة الأشقاء في مصر وأطراف دولية أخرى بالموافقة على تهدئة متبادلة مع الجانب الإسرائيلي لسد باب الذرائع ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وفتح معبر رفح الحدودي ووقف كافة أشكال العدوان لافتا إلى أن الفصائل الفلسطينية وافقت مشكورة على اقتراح التهدئة والكرة الآن في الملعب الإسرائيلي . وشدد يوسف في حديث خاص بموقع الالكتروني على الدور الكبير الذي يمكن أن تلعبه مصر في التوصل الى اتفاق التهدئة مع الطرف الإسرائيلي، مشيرا إلى أن مصر معنية بفتح المعبر لان استمرار إغلاقه يلقي بظلاله على الأمن القومي المصري وسيادة مصر وهيبتها ومكانة مصر بين الأمة العربية والوضع المصري بشكل عام . وحول موقف الرئيس محمود عباس من فتح معبر رفح في حال التوصل إلى تهدئة قال يوسف: "في حال توصلت مصر إلى تفاهمات ترضي جميع الأطراف فلا توجد أي مشكلة في وجود الرئاسة والشرطة للإشراف على فتح المعبر"، مؤكدا انه "في حال التوصل إلى التهدئة فلا يوجد ذريعة لأحد في عدم التعاون من اجل فتح المعبر الذي يعد الرئة التي يتنفس منها قطاع غزة ".
واستدرك يوسف قائلا : "أما في حال رفضت الحكومة الإسرائيلية اقتراح التهدئة ولم تستجب للجهود المصرية فان كافة الخيارات أمامنا مفتوحة فنحن من جانبنا استجبنا لرغبات العديد من الدول وعلى جميع الأطراف أن ترفع عن شعبنا المعاناة اليومية الناجمة عن استمرار الحصار .
أما على صعيد قضية الجندي الإسرائيلي غلعاد شاليت الأسير لدى حركة "حماس" فاتهم يوسف الطرف الإسرائيلي بأنه غير جاد في حل قضية شاليت وإبرام صفقة تبادل اسرى لاطلاق سراح مئات الفلسطينيين المعتقلين في السجون الإسرائيلية مشير ا إلى أن عدد المعتقلين وصل إلى نحو 11 الف أسير فلسطيني منهم من دخل في موسوعة غينيس للأرقام القياسية في عدد السنوات التي أمضوها داخل سجون الاحتلال يتجرعون الموت البطيء كل يوم .
وأضاف إن "حماس أبدت بعض المرونة في هذه القضية وقد نقلت مواقفها بشأن قوائم الأسرى المراد الإفراج عنهم وآلية نقل الأسير شاليت إلى مصر إلا أن الحكومة الإسرائيلية تريد من خلال الوسطاء في مصر وأطراف دولية أخرى التوصل إلى معلومات عن شاليت وليس السعي فعلا لإطلاق سراحه".
وشدد يوسف على أن على إسرائيل أن تدفع ثمن الفراج عن شاليت و"إذا كان شاليت غير كاف فسنسعى في المستقبل ليكون هناك أكثر من شاليت" .
ونفى يوسف ربط التهدئة بقضية شاليت وقال: " من الأفضل الآن أن نبدأ بالتهدئة في هذه المرحلة لفتح المعبر ثم نضع جميع الملفات الأخرى بما فيها قضية شاليتعلى الطاولة. وإذا أبدى الطرف الإسرائيلي نوايا حسنة فيمكن التوصل لاتفاق حول تبادل الأسرى في اقرب وقت ممكن، أما إغراق الأطراف الوسيطة في التفاصيل لكسب الوقت والحصول على معلومات فهذا لن يفيد أي طرف".
وحول نية رئيس الوزراء المقال إسماعيل هنية توسيع حكومته قال يوسف: " نحن حرصنا منذ البداية على التواصل والحوار ووضع حد لهذا الانقسام ورأب الصدع بين حركتي حماس وفتح إلا أن الإخوة في المقاطعة في رام الله غير قادرين على التواصل بسبب اشتراطات اسرائيل واميركا الحريصتين على استمرار الخلاف الفلسطيني".
وأوضح يوسف إن حالة الانقسام تعطي الطرف الإسرائيلي الفرصة للاستمرار ابتلاع الأراضي في الضفة الغربية لتوسع الاستيطان وبناء الجدار كما أنها تستغل حالة الضعف الفلسطينية للمساومة من مركز قوة وفرض اشتراطات في المفاوضات و عملية التسوية .
وأكد يوسف مجددا أن "حماس" دعت مراراً إلى العودة إلى لغة الحوار والتواصل وقد استجابت للمبادرة اليمنية الأولى والثانية ورحبت بجهود مصر والسعودية لإعادة اللحمة للصف الفلسطيني وقد أدرك الجميع أن الرئيس أبو مازن يتعرض لضغوط كبيرة ولا يستطيع استئناف الحوار مع حركة "حماس" ولملمة الصف الفلسطيني .
وحض يوسف الرئيس عباس على "اتخاذ خطوة قوية وجريئة بصفته الرئيس الفلسطيني واحد وجوه الشرعية والقدوم إلى غزة التي ترحب به والجلوس مع الأخ إسماعيل هنية"، معربا عن تفاؤله بأن "جلسة حوار هادئة بين الرجلين يمكن أن تنهي الخلاف وتضع حداً لهذه القطيعة التي قاربت على العام"، لافتا إلى أن "الشقيقة مصر يكن أن تلعب دورا هاما في هذا الاتجاه" .
وحول إمكانية تخلي حركة "حماس" عن رئاسة الحكومة الفلسطينية القادمة إن شكلت قال يوسف" "لا نريد الدخول في مثل هذه الطروحات" لافتا إلى أن حركة "حماس" أبدت موقفها إلى الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر بشأن عدم معارضتها اجراء الاستفتاء حول أي تفاهمات يصل إليها الرئيس عباس مع الطرف الإسرائيلي وأن حماس ستحترم خيار الشعب كما ستعلن موقفها الخاص حول تلك التفاهمات ".
وتساءل يوسف: "كيف سيجري الاستفتاء مع استمرار هذا الانقسام ؟ فغزة جزء أصيل من الأراضي الفلسطينية ولا بد من مصالحة وطنية وان تشكل حكومة لها صلاحيات في غزة والضفة الغربية واضاف : أي حكومة وحدة تسمح بإجراء الاستفتاء".
وتابع يوسف: "نحن سنعمل على تغليب المصلحة الوطنية العليا وفي حال العودة إلى التواصل والحوار و سنعمل على التوصل لتفاهمات لانهاء القطيعة ولن نكون حجر عثرة أمام عودة المشروع الوطني لزخمه وتعزيز الوحدة الوطنية".
وأضاف مستشار هنية " حماس جاءت كخيار للشعب الفلسطيني ومن حقها أن تكون جزءاً من هذا الشعب أما محاولة إقصائنا عن حقوقنا السياسية فان ذلك غير مقبول وعلينا أن نكون جزءاً من الشراكة السياسية وان نعزز التدوال السلمي للسلطة وألا نسمح لأي فصيل بأن ينفرد بتوجيه السياسات داخل الوطن وعلى الكل أن يشارك في القرار الذي يحدد مستقبل القضية الفلسطينية ".
وحول جولته في عدد من العواصم الأوروبية مؤخراً قال يوسف إن الأوروبيين يرون ضرورة التواصل مع حركة "حماس" ويعتبرون إن الإدارة الأميركية هي العقبة الكأداء في طريق انفراج الوضع الفلسطيني الداخلي .