و تمضي الأيام
وتمضي الأيام , تتلوها السنون , و نحن نحتفل كل عام بذكرياتٍ و ذكريات , بعضها مفرح و بعضها للنفس جارح , و تتسابق التنظيمات على الساحة الفلسطينية في إبراز مكانتها على الساحة الفلسطينية بمصاريف خيالية
في وقتٍ تبحث فيه بعض البيوت عن قرش يقيتها أو يحميها شر البرد و قسوة السقيع لا تسترها إلا جردان مشروخة .
ألا يعتبر هذا عارُ علينا و كل هذه المصاريف التي تبلغ الملايين من الدولارات أن تذهب هكذا , هباءأ منثورا و جميعنا يعلم بالحال التي وصلها المواطن الفلسطيني . غزة باتت حكرا لتجار الأنفاق و المواطن العادي هبط مستواه تحت خط الفقر . أما كان الأجدى بهذه التنظيمات لو وجهت هذه الأموال لمساعدة من يحتاج المساعدة و هم كثر .
مهرجان حماس ز بما وزعته من حلوى تجاوزت تكاليفه مبلغ الستة ملايين دولار و كلها ذهبت على شكل رايات ما إن يسقط المطر و تهب الرياح حتى تتآكل . لكنها لم تتعب في جمع هذه الأموال , فمال تأتي به الرياح تأخذه الزوابع , وفي ظل حالة الإنقسام التي فرضتها بقوة السلاح و بحار الدم بات لا يعنيها أمر المواطن البسيط المغلوب على أمره و هذا متوقع منها في محاولة لإظهار إنها لا زالت تملك الشعبية الأولى في غزة و مع ذلك فشلت .
لا أريد الحديث هنا عن حماس , وليكن حديثي عن حركتنا العملاقة فتح
سنون مضت و كل عام نحتفل بالإنطلاقة و نصرف عليها الكثير فما الذي إستفدناه من هذه المصاريف . هل حقا إستطعنا إيصال رسالتنا للشارع الفلسطيني طوال هذه السنوات .
الأحزاب الكبيرة على مستوى العالم تحتفل بإنطلاقتها و لكن بصورة مختلفة
فالأحزاب الحاكمة يجتمع أعضاؤها و مثقفوها لدراسة إداء الحزب خلال الفترة الماضية و تحديد نقاط الضعف و القوة فيما قامت به و ذلك لتعزيز نقاط الضعف و تقويتها و المحافظة على نقاط القوة فيما أنجزته .
و كذلك تفعل أحزاب المعارضة و بأقل تكاليف ممكنة
فهل قمنا نحن في فتح بذلك
هل جسلنا لنتدارس أوضاع الحركة و أخص بالذكر قبل و بعد الإنقلاب الدموي ؟ هل استطعنا تحديد نقاط الضعف و عملنا على اصلاحها و تحديد نقاط القوة ؟ هل تم استخلاص العبر من الماضي و ما حدث فيه ؟
تم عقد المؤتمر السادس و هذا جيد لكن هل تمت متابعة ما صدر عنه من قرارات و هل دخلت هذه القرارات آلية التنفيذ ,
كان من أبرز نقاط الضعف هو الضعف الإعلامي أمام ماكنة الإعلام الإخونجية . فهل قمنا بلإصلاح هذا الخلل ؟ خرجنا بفضائية الفلسطينية و استبشرنا بها خيرا لنفاجأ بإغلاقها تحت مبررات مالية غير مقنعة بالنسبة لتنظيم كتنظيم فتح .
البرنامج السياسي ماذا فعلنا به
دور الأقاليم , أين ؟
دعوني أعود لفتح في بدايتها كانت أكثر قربا و إلتصاقا بجماهيرها و كان إنتماء لها مصدر فخر للجميع في وقت تهاوت فيه أغلب الأيدلوجيات
فأين نحن اليوم من ذاك التاريخ ؟
ينفطر القلب كمدا للحالة التي وصلنا إليها فقد سيطرت جماعت صغيرة عليها في السنوات الأخيرة و عملت على إبعاد أهداف الحركة الرئيسية و توجيه الحركة لأهدافها الخاصة .
فهل سنرى الحركة تعود لأهدافها تحت بوتقة واحدة مع تغييب دور الجماعات الصغيرة ؟
برغم المرارة و الأسى اللذان زرعهما الإنقلاب في قلوبنا لكني رأيت بعض الفوائد الفوائد له
هذا الإنقلاب الدموي إستطاع توحيد القاعدة الجماهيرية للحركة و أسقط أوراق التوت عن البعض الذين تعلقوا بالحركة .
أربعة أشهر مضت على إنعقاد المؤتمر السادس للحركة
و تم إنتخاب لجنة مركزية متجانسة إستبشرنا به خيرا و كذلك مجلس ثوري
فهل سترتفع القيادة الجديدة إلى مستوى القاعدة ؟
لا نريد احتفالات ترف و مصاريف تفيض عن الحد . لا نريد صرف الملايين على مهرجان الإنطلاقة في الوقت الذي يجوع فيه الشبل الفتحاوي و الزهرة الفتحاوية
نريدكم أن تكونوا قريبين منا , من القاعدة الجماهيرية التي تراقب تحركاتكم اليوم . لست ضد الإنفاق على الحركة و لكن لنبحث عن أبنائنا فهم بحاجة إلينا فالنظرة إليهم كفيلة وحدها بتعظيم إنتماءهم للحركة
هذه هي رسالتي و أتمنى أن تكون قد وصلت