TAMIMI PRESS مدير الموقع
عدد المساهمات : 457 نقاط : 88364 الــــقوة في طرح المواضيع : 5 تاريخ التسجيل : 10/12/2009 العمر : 35 الموقع : النبي صالح
بطاقة الشخصية حقول النبي صالح: 100
| موضوع: عندما تضطر الام القاء ابنتها من النافذة هروبا من غاز الاحتلال؟! الإثنين مارس 07, 2011 4:30 pm | |
| [b] وكالة تميمي برس - الطفلة لارا خالد .. طفلة فلسطينية من قرية النبي صالح وتبلغ من العمر سنتين ونصف، هذه الطفلة معروف عنها بالفصاحة والذكاء والتساؤل الكثير، ودائما ما تسأل والدتها او والدها او جدتها واقاربها عن امور كثيرة تدور في ذهنها وفي عقلها الصغير الذي لم يكتمل بعد، ومن ابرز هذه الامور التي تدور في خاطر لارا الاحتلال والجيش الاسرائيلي واطلاق النار وقنابل الغاز المسيل للدموع مثل اي طفلة فلسطينية اخرى او طفل ومنذ ان فتحوا عيونهم البريئة وهمهم ليس ببعيد عن هموم أسرهم وشعبهم الفلسطيني.
لارا تعرف كيف تميز بين جنود حرس الحدود والجيش النظامي الاسرائيلي على ما يبدو اللون الاسود والازرق لحرس الحدود يدفعها الى تمييزهم عن البقية، لكنها تعرف انه لا فرق بين الاثنين فكلهم للشر عنوان، لارا ايضا تعشق ان ترفع ( الوطنية )، والوطنية كلمة معناها علم فلسطين، حيث اختارت للعلم الفلسطيني هذه الكلمة ودائما ما تذهب رافعة الراية امام جنود الاحتلال قبل انطلاق اي مسيرة في يوم الجمعة وتراها سعيدة حين تكون في هذه الحالة.
قبل مدة من الان، تحديدا يوم الجمعه وكالمعتاد انطلقت المسيرة الاسبوعية المناهضة للاحتلال والاستيطان من ميدان الشهداء وسط قرية النبي صالح باتجاه اراضيهم المصادرة، ودائما ما تمر المسيرة من امام منزل الطفلة لارا التي تقف على باب منزلها او على شباك غرفتها المتضرر بفعل اصابته عدة مرات بقنابل الغاز وتنظر الى المسيرة وتردد بصوت خافت مع المرددين عبارة ( وحدة وحدة وطنية فتح وحماس شعبية ) لتشكل بذلك عنصرا فلسطينيا جديدا يدعو الى ترسيخ الوحدة الوطنية وانهاء الانقسام.
مع وصول المسيرة الى امام منزل لارا اطلق جنود الاحتلال بشكل كثيف قنابل الغاز المسيل للدموع في كل الاتجاهات بهدف اجبار المتظاهرين اخلاء الشارع والعودة الى منازلهم وتفريق المسيرة السلمية، فترى الجنود يطلقون قنابل الغاز وصواريخ الغاز المعدنية التي قد تكون قاتلة في كثير من الاحيان وانواع الرصاص المطاطي تارة والحديدي تارة والمغلف بالبلاستيك واحيانا الرصاص الحي، كل هذا الذي يحدث ليس ببعيد عن نظرات لارا التي باتت تفهم ان هؤلاء الجنود هم وحوش اشد ارهابا من اولائك الذين تشاهدهم في الرسوم المتحركة ولكن مع ذلك تراها تشتمهم وتنشد حين تراهم ولم تمنعها اصوات الرصاص وروائح الغاز من رشقهم احيانا بحجارتها الصغيرة النابعة من حب الوطن ورفضها للظلم والقهر.
اشتدت حدة المواجهات بين الجانبين وجن جنون الجنود وزادوا من اطلاق الغاز في كل الاتجاهات واصيب العشرات بحالات الاختناق والعشرات اصيبوا في سيقانهم ورؤوسهم وظهورهم وكانت اصابتهم ما بين طفيفة او متوسطة وتحولت هذه القرية الصغيرة الهادئة الى ساحة حرب، سارعت زينب ام لارا وأخذت طفلتها الوحيدة الى غرفة غير مواجهة للشارع الرئيسي حيث تحتدم المواجهة بين الجانبين، شغلت التلفاز ووضعت على قناة ( طيور الجنة ) لتهديء من روع ابنتها واصبحت الطفلة لا تفهم ما الذي يجري حولها وتشتت تفكيرها ما بين روعة اغاني طيور الجنة واصوات الرصاص التي تكاد لا تهدأ.
وفجأة ... قنبلة غاز تخترق شباك احدى الغرف بعد ان حطمته واخرى تداهم المنازل من نافذة ( البرندة ) وثالثة تهاجم المنزل من شباك بيت الدرج وتصيب جدة لارا التي كانت متجهة الى غرفة لارا في محاولة لتأمينها، سقطت الجدة وباتت غير قادرة على الحراك مع قوة الاصابة واستنشاقها للغاز المسيل للدموع بكثافة، في هذه الاثناء سارعت ام لارا واخذت طفلتها واتجهت نحو الشباك الامامي للمنزل والقت طفلتها من الشباك لشاب كان موجودا في المكان واصطحب سلما صغيرا مهلهلا، واخذ الشاب الطفلة وهرب فيها وسط اطلاق النار الكثيف باتجاه المنزل وهرب الى منزل للجيران يقع امام منزل لارا واختلطت هنا اصوات الرصاص مع اصوات اناس يصيحون من منزل قريب احترق ايضا بفعل الهجوم عليه اضافة لصوت بكاء لارا واصوات اخرى ومن هذه الاصوات صوت ضابط حرس الحدود الذي كان يعطي التعليمات لجنوده ويقول لهم بالعبرية ( احرقوا البيوت ) ( اريدهم ان يبكوا ) ( حطموا النوافذ ) وغيرها من التعليمات التي تنم عن حقد المؤسسة العسكرية في اسرائيل وانتهاكهم الواضح والمستمر لكل الحقوق المتعلقة بالانسان او حتى بالحيوان حيث لم تسلم الارانب والدجاج والعصافير والقطط وحتى كلب صغير من هذا العدوان.
انتهى العدوان واحترق جزء من منزل لارا ومن منزل جدها ايضا ومن منزل جيرانها ومنازل اخرى وحتى مسجد القرية لم يسلم من هذه الانتهاكات فحرق جزء منه ، ومع انتهاء هذا اليوم المرير بدأت قصة لارا مع مشاكل نفسية وتساؤلات باتت تدور في ذهنها تلاحقها في احلامها فتحولها الى كوابيس وتختلط الذكريات مع العابها فتحولها الى قنابل لتعكر صفو تفكيرها البريء حتى وصل الامر بها ان تسأل امها مرارا وتكرارا، لم رميتيني من الشباك ؟ وتحاول الام عبثا ان تقنع ابنتها ان السبب في ذلك هو الجيش وقنابل الغاز واحتراق المنزل الا ان الطفلة باتت تقتنع بشيء واحد هو ( امي تكرهني ) واحب ابي اكثر منها، تدخل الجد والجدة والاب والعمة والعم وكل العائلة لاقناع لارا ان ما حدث من امها هو لحمايتها وليس للتخلص منها، كم هو عجيب هذا الاحتلال الذي لم يكتفي بالقتل والعدوان وسرقة الاراضي بل وصل به الامر ان يتسبب بكره طفلة لامها.
الام تقول ان هذا الامر أثر عليها نفسيا وانها تقف عاجزة امام اسئلة لارا المتكررة التي لا تنتهي حول الموضوع وتقول الام انها تتحطم حين تسمع كلمات ابنتها الخائفة والمشتتة ، ولكن تقول الام انه رغم كل ذلك واضراره النفسية والمادية والمعنوية التي لحقت بها وبابنتها وبكل العائلة لن تدفعهم الى الاستسلام او الضعف امام هذا الاحتلال الغاشم وتؤكد ان كل ما حصل معها ومع اهالي القرية سيدفعهم الى الصمود والمقاومة، وتتمنى ايضا الام لابنتها ان تصدقها وان تخرج من هذه الحالة المقلقة، ولا يسعنا نحن الا ان ندعوا الله تعالى ان يسلم اهلنا وابنائنا وشعبنا من قهر الاحتلال وويلاته وظلمه وان نعيش بامن وسلام واستقرار.
| |
|