TAMIMI PRESS مدير الموقع
عدد المساهمات : 457 نقاط : 88364 الــــقوة في طرح المواضيع : 5 تاريخ التسجيل : 10/12/2009 العمر : 35 الموقع : النبي صالح
بطاقة الشخصية حقول النبي صالح: 100
| موضوع: المستوطنين ... من يحمي شعبنا منهم ؟ الأربعاء أكتوبر 06, 2010 11:53 am | |
| [b] النبي صالح - تميمي برس - تزايدت في الاونة الاخيرة اعتدائات قطعان المستوطنين على الاراضي الفلسطينية والممتلكات العامة والخاصة والمزارع حتى وصل الامر الى الاعتداء المباشر على مساجد في مناطق عديدة من الضفة الغربية كان اخرها مسجدي بورين وبيت فجار التي قام المتطرفون الصهاينة بحرقها وتدنيس المصاحف وتدمير ممتلكات المسجد وكتابة الاسائات والتهديدات على حيطانها , وقبل ايام انطلقت مسيرة قرب قرية النبي صالح لمجموعة مستوطنين صهاينة وتحت حماية من الجيش الاسرئيلي وقوات حرس الحدود حيث حمل المستوطنين لافتات مكتوب على احداها جملة بالعبرية تمكنا من ترجمتها وكانت كالتالي ( هذه الارض لا تقبل القسمة على اثنين ) .
انها رسالة ذات معالم واضحة وتحمل في طياتها مؤشرات خطيرة , هذه الجملة رسالة واضحة الى كل اطراف المباحثات , حيث تقول هذه الرسالة للطرف الاسرائيلي المفاوض الذي يتراسه بنيامين نتنياهو معناها انه من غير المسموح لك ان تعطي الفلسطينيين شيئا ومن غير المقبول ان تتفاوض معهم اصلا , ورسالة اخرى للفلسطينيين فحواها انه عليكم ان اردتم تحقيق السلام ان ترحلوا عن هذه الارض وابحثوا لانفسكم عن مكان اخر تعيشون فيه ,كما تدعو الامريكان الى عدم التمادي في الضغط على اسرائيل , ومن قرأ قبل ايام تصريحات لاحدى قادة مجلس المستوطنين التي هددت نتنياهو علنا ان حياته السياسية ستنتهي في حال قدم اية تنازلات للفلسطينيين .
كل هذه الوقائع على الارض وعلى الساحة السياسية تعطي مؤشرات خطيرة ينبغي لنا ان نعرف معناها , ان هذه الرسائل سواء كانت مبطنة او علنية من قبل المستوطنين كانو افرادا او جماعات توضح التالي :- اولا :- ان الشارع الاسرائيلي بكافة شرائحه اليمينية واليسارية والوسط وحتى من لا ينتمون الى تيار معين كلهم مجمعين على فكرة اسرائيل الكبرى ومهتمين بالسيطرة على الاراضي وكرههم للعرب والمسلمين لم يتغير ولن يتغير على الاقل في المئة سنة المقبلة على حد تقديري .
ثانيا :- ان الاحزاب اليمينية المتطرفة في اسرائيل تعمل ليلا نهارا على تحريض الصغير والكبير في اسرائيل لتخلق جيلا حاقدا اكثر من اي جيل اخر عاش في الدولة العبرية من اعلانها في العام 1948 حتى اليوم , وكل هذه التحريض هو امر استراتيجي له ابعاد مستقبلية مخطط لها من قبل الحركة الصهيونية .
ثالثا :- ان خيار السلام في اسرائيل لم يكن في يوم من الايام خيارا لاي من اطراف السياسة في اسرائيل فكلهم مجمعون على خيار الحرب والطرد والاحتلال ولا زالوا متمسكين ببروتوكلاتهم الصهيونية , وان المفاوضات بالنسبة لهم هي اضاعة للوقت لتحقيق انجازات اكبر على الارض وتحويلها الى واقع غير قابل للنقاش في اي حل نهائي يمكن ان يطرح مستقبلا .
رابعا :- نشوء ميليشيات للمستوطنين المتطرفين تعمل على ارهاب الفلسطينيين وتخريب اي عملية سياسية في اي وقت .
وبنائا على ما سبق من المؤشرات التي وصفناها انها اخطر ما تكون من اي وقت مضى في تاريخ الصراع العربي الاسرائيلي فانه علينا ان نعمل على ايجاد حلول لحماية شعبنا من هذا المشروع الصهيوني , لكن السؤال المطروح في الوقت الحالي , من المتكفل بحماية الفلسطينيين وممتلكاتهم وعقيدتهم من هذه الاعتدائات المتكررة والمنظمة من المستوطنين ؟ ساجاوب على هذا السؤال بتحليل لمكونات المجتمع الفلسطيني التي يمكن ان يكون لها الدور ايجابا او سلبا في هذا الموضوع . ... هل هي السلطة الفلسطينية وحكومة فياض هي القادرة على حماية الشعب الفلسطيني وان كانت قادرة فلم لم تتحرك لصد العدوان على مساجد في مناطق مختلفة من انحاء الضفة ؟ السلطة الفلسطينية معنية الان بتحقيق امن اقتصادي وضبط الوضع الامني خوفا من عودة ما كانت تسميه الفلتان الامني وبالتالي لن تتدخل بشكل مباشر لصد المستوطنين في اي منطقة وستكتفي بتبليغ اجهزة الارتباط الاسرائيلي لعلها تتدخل لحماية الفلسطينيين ...عجيب هذا التصور !!!
ساذهب الى ما كانت تسمى بفصائل العمل الوطني الفلسطيني والتي كانت تتكفل دائما بالوقوف امام اي عدوان على اي مكان وبشراسة وشجاعة منقطعة النظير قدمت لاجلها خيرة قادتها وشبابها شهداء واسرى ,, الا انها اليوم بعيدة عن الصورة ,, مغيبة او انها غائبة ,, المهم انها لم تعد تتصدر عناوين الصحف العالمية التي كانت تعنون قائلة فتح تهاجم سيارة مستوطنين , او حماس تتبنى عملية انتحارية في تل ابيب او الجهاد تختطف جنديا قرب غزة او الجبهة الشعبية تهاجم معسكرا للجيش الاسرائيلي جنوب الخليل , هكذا كانت الاخبار تتحدث ,, وماذا تتحدث اليوم !!! تتحدث عن انقسام في الراي واقتتال داخلي وصراع حزبي واعتقالات متبادلة وخطف هنا وهناك , هكذا يتحدث عنا العالم .
اذا فصائلنا وتنظيماتنا باتت اليوم اضعف من اي وقت مضى , ليس لانها لا تملك الامكانيات لتقاتل الاحتلال او لتضرب في العمق الصهيوني ,, فمن لا يستطيع اطلاق الصواريخ بامكانه ان يطلق مسيرة احتجاجية كبيرة باتجاه بيت ايل وليحدث ما يحدث , المشكلة اليوم في هذه الفصائل هي حالة ضياع الفكرة وغياب الارادة وتغير الاهداف , كلهم يتقاتلون على كرسي ودولة لا دولة فيها ولا امن عليها ولا مستقبل لها , دولة تتعرض للاهانة والاسائة في كل ساعة من حثالة اسمهم المستوطنون , وان اتفقت هذه الفصائل فانها تتفق على بعضها لا على شيء قد يعود بالنفع للامة والشعب والمشروع الوطني الفلسطيني . باختصار الا امل في الفصائل .
جسم اخر يتحرك على الساحة الفلسطينية تزايدت قوته مؤخرا ولمعت صورته وفكرته مع غياب كل الافكار السابقة ابتدائا الانتفاضة وصولا للكفاح المسلح , انها وبكل قوة ظهرت على الملعب الفلسطيني وهي من اصبحت تتصدر عناوين الصحف اليوم , المقاومة الشعبية التي اخذت شرعيتها من القوانين الدولية والانسانية واختارت سلاحها من حجر هو اساس من اساسات التراث النضالي الفلسطيني واهم اهدافها التاثير على العالم وكسب الراي العام العالمي وايقاف تماديات المستوطنين وقوات الاحتلال , الرئيس عباس ورئيس الوزراء وحركتي فتح وحماس ومنظمة التحرير ممثلة بلجنتها التنفيذية ومؤسسات العمل الاجتماعي كلها وقفت داعمة لمشروع المقاومة الشعبية الذي يستمد افكاره من تجارب اخرى اثبتت نجاحها امثال جنوب افريقيا واستبدلت مغزل غاندي بحجر يرشقه الشبان يحمل معه رسائل لكل العالم .
لكن !!!! اين الدعم والاسناد !!! صحيح ان كل الاطراف الفلسطينية قالت نحن مع المقاومة الشعبية لكنهم غائبون , لا فعل على الارض ولا استنهاض للجماهير ولا دعم لصمود المواطنين واكثر شيء قدموه هو زيارة لقيادي يمثل احدهم لهنا وهناك ولا اكثر ولا اقل !!! اهي حالة ضعف !!! او بوابة الانهزام !! او الخوف من المستقبل او تاثيرات الانقسام ,, انا اعتقد ان كل هذه الامور مجتمعة لها الدور الكبير في هذه الحالة المترهلة التي يعيشها الفلسطينيون تنظيمات وافراد وفي شتى مواقع الوطن عدا قرى اخرى اختارت طريق المقاومة حتى استعادة الارض ودحر الاحتلال .
في النهاية لا يسعني الا ان اقول شكرا جزيلا لكم وشكرا لكل من قاوم ولا زال يقاوم لاجل اعلاء كلمة الله والدفاع عن الوطن والارض , شكرا لكي يا بلعين ويا النبي صالح وشكرا لنعلين والمعصرة وبورين , شكرا لكم ايتها القلاع الصامدة , قلوبنا معكم وكلمتنا لكل الضعفاء من قرروا الاستسلام ومن يخشى صعود الجبال يعش ابد الدهر بين الحفر ونقول لكل شعبنا ( على هذه الارض ما يستحق الحياة ) وعليها ما يستحق التضحية والكفاح والله وليكم فلا غالب لكم وانكم حتما لمنتصرون . محمد عطاالله التميمي | |
|