اشتكى أهالي الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي من عدم وصول أموال "الكانتينا" إلى أبنائهم بسبب الإجراءات الإسرائيلية المعقدة، وقالوا في أحاديث منفصلة لـ "الأيام" إنهم لم يتمكنوا منذ أربعة أشهر من إرسال الأموال الخاصة بـ "الكانتينا" لمساعدة أبنائهم في شراء احتياجاتهم داخل السجون من طعام وشراب.
وأكد حسين أبو ناموس، والد الأسير محمد، أنه لم يتمكن من إرسال أي أموال لابنه القابع في سجن نفحة، لافتاً إلى أن غياب الأموال يزيد من صعوبة الظروف الاعتقالية داخل السجن بسبب عدم تقديم إدارة السجن الطعام الكافي للأسرى.
يذكر أن قوات الاحتلال اعتقلت قبل أشهر شخصاً من غزة يعمل في نقل البريد السريع واتهمته بنقل أموال إلى داخل السجون.
وأكد أبو ناموس أن عدم وجود طرق معروفة لإيصال الأموال إلى السجون أوقع عدداً من أهالي الأسرى في أحابيل شخصيات وهمية زعمت أنها قادرة على إيصال الأموال، موضحاً أنه أرسل 700 شيكل إلى ابنه في السجن، وحتى الآن ما زال الشخص يماطل في إرسالها، لافتاً إلى أنه أرسل قبل ذلك مبلغ ألف شيكل عن طريق رجل آخر، لم يصل إلى ابنه.
وأكد أبو ناموس أن ما يصل إلى الأسرى من تبرعات ومساعدات من الفصائل لا يكفي حاجتهم، خاصة إن كانوا مدخنين أو مرضى بحاجة إلى طعام خاص.
بدوره، طالب حسني الصرفيتي، والد الأسير علي الموجود في سجن نفحة، منظمة التحرير والجهات ذات العلاقة بصرف مبلغ الـ 800 شيكل التي وعدت اللجنة التنفيذية للمنظمة بصرفها شهرياً لأسرى المنظمة.
وقال إن الوعود ذهبت أدراج الرياح ولم يتسلم الأهالي سوى مرتب شهرين، لافتاً إلى أن ذلك يدخلهم في ظروف صعبة.
وأكد أن أهالي الأسرى ناشدوا أكثر من مرة حل هذه القضية إلا أنهم يواجهون دائماً المماطلة والتسويف، مشيراً إلى أن عدم حل هذه القضية يثير غضب الأهالي.
وقال: ألا يكفي أننا محرومون من رؤية أبنائنا منذ أكثر من ثلاث سنوات متتالية حتى نضيف إلى حياتهم أعباء جديدة.
وطالب الصرفيتي الرئيس محمود عباس بالتدخل العاجل وحل هذه القضية بما يكفل الحياة الحرة الكريمة لعائلات الأسرى، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي يعيشونها.
وكان أهالي الأسرى في سجون الاحتلال واصلوا اعتصامهم الأسبوعي في مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر بمشاركة عدد من نشطاء الفصائل والجمعيات المدافعة عن قضية الأسرى، ورفع المشاركون في الاعتصام اللافتات المنددة باستمرار اعتقال أبنائهم في السجون، داعين إلى إطلاق سراحهم فوراً دون تأخير.
وشارك في الاعتصام مجموعة من الفتيات المشاركات في مخيم "مرمرة على طريق الحرية" الصيفي التابع للكتلة الإسلامية في منطقة الزيتون بمدينة غزة.
الأسيرات والأطفال
بدوره، طالب مركز الأسرى للدراسات بإنقاذ الأسيرات والأطفال الذين يعيشون في ظروف غير محتملة، وأكد ضرورة التمسك بقضية الأسيرات والأطفال الأسرى والأسرى القدامى، مشيرا إلى وجود ما يقارب من 300 طفل أسير في السجون، و 35 أسيرة، وما يقارب من 308 أسرى قدامى، منهم 20 أسيراً أمضوا في السجون أكثر من 25 عاماً متتالية.
وقال رأفت حمدونة، مدير مركز الأسرى للدراسات، وعضو لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية، إن الأسيرات يتعرضن لأكثر من 20 انتهاكاً في السجون الإسرائيلية، لافتا إلى أن هذه الانتهاكات تبدأ من لحظة الاعتقال حتى الإفراج عن الأسيرات.
وتتمثل أبرز هذه الانتهاكات وفقاً لحمدونة في طريقة الاعتقال الوحشية وطرق التحقيق الجسدية والنفسية والحرمان من الأطفال والإهمال الطبي للحوامل من الأسيرات، إلى جانب التفتيش الاستفزازي من قبل إدارة السجون وتوجيه الشتائم لهن والاعتداء عليهن بالقوة وسوء المعاملة أثناء خروجهن للمحاكم والزيارات، بالإضافة إلى العديد من ألوان التعذيب.
وأشار حمدونة إلى أن الأطفال يفتقرون في تفاصيل حياتهم اليومية إلى الحد الأدنى من الحقوق، إضافة إلى تعرضهم للقمع والإرهاب والعزل في زنازين انفرادية وحرمانهم من زيارة ذويهم وعدم تقديم العلاج اللازم لهم.
وأضاف إن الأسرى الأطفال يتواجدون في أكثر من سجن ومعتقل منها سجن الدامون ومعتقل مجدو وعوفر والنقب وعتصيون وحوارة، إضافةً إلى العديد من مراكز التحقيق والتوقيف الإسرائيلية، كما يتعرض الأسرى الأطفال لانتهاكات صارخة ويعانون من تفشي الأمراض وانتشار الحشرات والإهمال الطبي، الأمر الذي ينذر بزيادة الحالات المرضية بينهم.
وطالب حمدونة برلمانات الدول الديمقراطية والصليب الأحمر وجامعة الدول العربية والمراكز المعنية بالأسرى بمساندة الأسرى الأطفال والأسيرات في السجون الإسرائيلية ودعمهن وحل هذه القضية الإنسانية والأخلاقية، كما طالب الشعب الفلسطيني بتنظيم أوسع فعالية تتوافق مع كل هذا الحجم من المعاناة وهذه الخطورة من الاستهداف، داعيا التنظيمات والشخصيات والمؤسسات والمراكز التي تهتم بقضية الأسرى والأسيرات إلى تفعيل دورها على مدار العام.
وقال إن قضية الأسرى وحدوية لا تقسيمية، توفيقية لا تفريقية، وإنها رسالة محبة وقوة وتماسك وقضية إنسانية وأخلاقية ووطنية من الدرجة الأولى وتستحق الجهد والاهتمام.
معاناة أسرى النقب
من جهة أخرى، ناشد الأسرى في معتقل النقب الصحراوي كافة الهيئات والمؤسسات والشخصيات واللجان متعددة الأسماء الفاعلة والناشطة في مجال الأسرى وحقوق الإنسان وكافة المؤسسات الإعلامية تفعيل دورها والتدخل العاجل لمساندتهم في انتزاع حقوقهم الأساسية وتسليط الضوء على معاناتهم متعددة الصور والأشكال، وحمايتهم من حرارة الصيف، لا سيما من نار شمس آب الحارقة التي فاقمت من معاناتهم وتسببت في ظهور أمراض عديدة.
وقال الأسرى في رسالة عاجلة وصلت للأسير السابق والباحث المختص بشؤون الأسرى عبد الناصر عوني فروانة إن الأوضاع المعيشية والصحية داخل معتقل النقب الصحراوي لم تعد تطاق، وأن المعتقل المذكور يفتقر لمقومات الحياة البشرية، وأنهم يعانون من سوء الأحوال الجوية صيفاً وشتاءً نظراً لطبيعة المناخ الصحراوي المؤلم، الذي يسبب لهم مزيداً من الأمراض في ظل سوء الرعاية الطبية.
وأكد الأسرى في رسالتهم بأنهم يكتوون من اشتداد أشعة الشمس منذ بدء فصل الصيف، وأن موجة الحر الحالية زادت من قسوة المناخ عليهم وفاقمت من معاناتهم، وأنهم يعانون من رطوبة الجو وسخونة الهواء وسوء المناخ.
وفي السياق ذاته، أكد فروانة بأن هذه الأجواء المناخية الصعبة تترك آثارها السلبية على صحة وسلامة الأسرى، وكانت وستكون سبباً في ظهور أمراض عديدة في مقدمتها ضربات الشمس التي تتأثر منها جميع أجزاء الجسم كالبشرة والجلد والجهاز العصبي والحركي، بالإضافة إلى أمراض الإعياء الحراري ونزيف الأنف (الرعاف) وبعض متاعب القلب المفاجئة التي تحدث للمرة الأولى.
وأوضح فروانة أن الأطباء يوصون في هذه الحالات بأخذ الحيطة والوقاية لتجنب آثار الحرارة الشديدة، وتوفير العلاج السريع لمن يصاب بتلك الأعراض، فيما إدارة المعتقل تضع قيوداً وعراقيل عديدة أمام الأسرى لشراء وإدخال واقتناء ما يساعد في التخفيف من شدة الحرارة، كما لم توفر لهم ما يمكن أن يقيهم من شدة الحرارة داخل الخيام، بل تتعمد إبقاءهم فترات أطول تحت أشعة الشمس أثناء إجراء العدد اليومي، لا سيما وقت الظهيرة دون وضع أية فوطة أو طاقية على رؤوسهم، وبدلاً من توفير العلاج السريع لمن يصاب بأمراض الصيف، فإنها تتباطأ في تقديم الرعاية الطبية اللازمة وتماطل في توفير العلاج. مراسلكم .بهاء.وكالة تميمي برس الاخباريه