تزايدت في الاونة الاخيرة وخصوصا بعد فشل محاولات احياء عملية السلام التي لم يعد لها اي جدوى خصوصا مع استمرار الاستيطان والتهويد للقدس والمدن الفلسطينية الاخرى واقامة اسرائيل لجدار ضم وتوسع عنصري التهم معظم اراضي الفلسطينيين .... الفلسطينيون على مستواهم السياسي وبقيادتهم المنقسمة اصلا لم يعد لهم قوة تدفعهم باتجاه مشاريعهم وطروحاتهم ... ففتح التي تحكم في الضفة باتت مقتنعة برئيسها ابومازن ولجنتها المركزية الجديدة ومجلسها الثوري اصبحوا جميعا مقتنعين ان اسرائيل لا تريد سلاما وانما تخوض جولات الحوار فقط لاجل الهاء الفلسطينيين والعالم عن مشاريعها الاستيطانية بحيث تصبح واقعا لا مفر منه في حالة الذهاب الى تسوية مستقبلية لا اعرف كم غراما سياخذ الفلسطينيون من كعكة اكلتها اسرائيل وما زالت تاكل في بقيتها طبعا دون نسيان كوب النسكافيه الفاخر الذي يقدمه لهم اوباما وادارته التي اصبح الجميع مقتنعين انهم دخلوا بسرعة الى اجواء المؤامرة وكل التعويل الذي كانت القيادة الفلسطينية تنتظره من اوباما وادارته الجديدة كانت مجرد وهم لا مكان له من الصحة ...
ولا ننسى في المقابل قيادة حماس في غزة التي اكتفت باعلان دولتها الرشيدة هناك واسست جيشها المستقل الذي لا يمكن قهره متغلبا على كل العوامل وعلى راسها الداخلية بالغاء كل من يقول لها لا ...
اذا ما نفهمه من هذا كله ان فتح والتي كانت في العقدين الاخيرين متشبثة بمشروعها السلمي اصبحت الان تعرف انه سقط في بئر عميق ولا تملك السلم لاخراجه منه الا الاكتفاء بالنظر والتفكير مع شيء من الخوف ...
وبالمقابل فان حماس التي اخرجت نفسها من عبوة المقاومة لتجلس في صحن يكاد يكسر اسمه غزة تحاول ان تسيطر عليه وتملاه بالوهم .. وبالتالي اصبح على سلم اولوياتها امنها في غزة واستمرارها في الحكم هناك وفرض قانونها بالقوة متناسية انها في سجن كبير وان السجان يجهز نفسه للانقضاض على تلك الدولة المزعومة والغائها .........
اذا طالما اننا متفقون على ان حماس وفتح كلاهما هربتا من خياراتهما التي طالما قاتلتا لاجلها باتجاه مازق اكبر وامر اسمه اللاخيارات واللانهج وبالمقابل اسرائيل ماضية وبخطوات ثابتة وسريعة باتجاه تثبيت امر واقع وجديد اسمه دولة اسرائيل مع بضع كنتونات للفلسطينيين يحكمونها فيما بينهم ويقتلون انفسهم ويتصارعون على ادارتها طبعا مع رقابة واشراف اسرائيلي ...
من وجهة نظري المتواضعة فاني اعتقد انه طالما فتح وحماس وكل الفصائل والتيارات الفلسطينية لم تعد تمتلك في الحقيبة شيئا فانه من الصواب التوجه نحو الشعب ليقول لا لحكامه ولا لاسرائيل ولا للصمت ونعم للسلام القائم على عودة الحقوق لاصحابها ... الامر بيد الشعب فليست الخطابات من تدفع العالم لاحترام الفلسطينيين بل هي حجارة الاطفال في غزة والخليل من اجبرت العالم واسرائيل على لحاق منظمة التحرير والرجاء منها ان تدخل قطار المفاوضات ..... على الشعب ان يتحرك وان يتوحد وان يزيد جهوده باتجاه ما هو خير للوطن والشعب .......
محمد عطاالله التميمي