TAMIMI PRESS مدير الموقع
عدد المساهمات : 457 نقاط : 84794 الــــقوة في طرح المواضيع : 5 تاريخ التسجيل : 10/12/2009 العمر : 34 الموقع : النبي صالح
بطاقة الشخصية حقول النبي صالح: 100
| موضوع: نزوح عربي جديد ... بقلم ضيف الله التميمي الثلاثاء أبريل 05, 2011 2:54 pm | |
| [b] نزوح عربي جديد ... ينشطر الوضع العربي مجددا في مشهد يستعيد الكثير من تفاصيل الماضي القريب ، وان تعدلت بعض الملامح ، وتتشظى معه الاحتمالات والابعاد ، وتتوازع المخاطر مساحات جديدة بينما تنذر التطورات بكثير من العواصف المسبقة الاعداد والتنظيم ، على ضفتي المشهد تأخذك الصور المنتقاة لتقول ما هو خارج نطاقها ، وما هو ابعد من حدود العقل والمنطق وفي اغلب الاحيان تضيف هنا وتحذف هناك لتكون على المقاس الذي يراد اخراجه . لا حرج في ذلك ، ولا لحظة تردد في استنساخ منتج مختلق ، ولا يستند الى الاصل في شيء . لعبة في الاعلام .. رياء في السياسة .. تلفيق في الاستنتاج ، وفي الحصيلة علينا ان نستمد المشهد ذاته ، وعلى وقع من يريد ان يرفع رايات الابتهاج بدخول دولة عربية اخرى الى زواريق الاقتتال ويسورون اراءهم باطارات الصور التي اعقبت مجلس الحرب المنعقد في قصر الاليزيه . على وقع ذلك كله تتحرك الزوابع في كل الاتجاهات وترسم واقعا يوغل في قسوته وفي بؤسه الى حدود غير مسبوقة .. اغلبيتهم لم يستند من دروس الماضي ، وليس هناك بينهم من لديه استعداد لصوت العقل ولا لتداعيات الخطأ من جديد . هناك بدأت اول خيوط المتاهة ، وهناك يرسمون سيناريوهات لما هو قادم ويجرون تجارب اولية على الصمت العربي ، وعلى الكلام العربي ، وفي الحالتين ثمة منفذ للاتكاء وارضية لتهيئة السياسة صالحة للاستخدام لعقود وسنوات ، وفلسطين من ضياع الى اخر والوجع العراقي يستنزف حلم الامة فجائت ليبيا لتحكي قصة ضياعها امام انظار العرب وما بقي منها كان اول البائعين له واول المهللين لتسويقه رخيصا للاخرين ، بينما ثمنه العربي غالي ، سيجلسون غدا لجرد حساب ستقولها الفواتير الباهضة التي تنتظر خزائنهم . وفي الضفة الاخرى تشتعل الالام العربية دون توقف ويحاصصون على فتاة الموائد الدولية وينثرون ما اقتنصته جيوبهم .. على قذائف التحالف وصواريخه التي تجتاح سماء ليبيا . ولا ينفع عمرو موسى القول ان ما يجري يختلف عما طالبت به الجامعة العربية ، كنا منذ البداية ضد هذا النزوح العربي المبكر وكان لا بد ان نخالف حضورهم المحتفي باستدراج التدخل الاجنبي وكانت فواتير مواقفنا غالية ، دفعناها برغبة في منع تجدد المأساة مرة اخرى سندفعها لو تكررت لاننا بالضرورة خارج اي قرار يفتح البوابات امام التدخل الخارجي ، وخارج اي مشهد يستعين للعدوان طريقا لقهر شعب عربي اكثر مما هو مقهور ولنزيد عمق جراحه النازفة . ليست منة .. لكنه تاريخ وجودنا قدر جغرافيتنا السياسية والاجتماعية والفكرية ان نكون مع العربي حيث تحضر مصالحه ومع تطلعاته حيث يجد خلاصه وها نحن مرة اخرى على المفترق الصعب . ليست المرة الاولى التي تحاك لعبة الامم امام اعيننا ، ولا هي الحكاية الاولى لخيوط يتلاقى فيها الكذب والرياء وتتقاطع معها المحاولات لتجد في بعض الانسجة الرخوة منفذا او لتتوهم انها ستنفذ الى حيث ترغب وتعمل على مدى عقود طويلة ، ندرك حجم ما هو مطلوب وقد بدات الخطوات منذ نيف من السنين ، تعثر بعضها ، تاخر بعضها وهذا ليس خافيا علينا اشرنا اليه ، قبل ان يشير غيرنا ، بل سبقناه في تلمس حدوده ومساحته وفي وضع التصورات لتداركه . في هذا الزمن الضبابي ثمة خلط متعمد .. او ثمة اسئلة تحريضية ، ثمة اضاليل ، والخلط يمتد من عمق وجودنا ليلامس تفاصيل الحياة اليومية لواقعنا العربي ، يرسم خرائطه على انقاذ جراحنا وعلى وقع الامنا .. وعلينا ان نصفق له . لم نعتمد ذلك .. كما ان المهرولين والمتحمسين والمندفعين لم يعتادوا الى على ذلك ، هي باختصار عادة اغلبيتهم التي تحولت الى سلوك ، والسلوك الذي بات موجعا في ركونه ومؤلما في حراكه . هو اذا النزوح العربي من جديد يغيب حيث يجب ان يحضر ويتهافت للحضور حيث ينتظر منه الغياب ولو كان قصريا او عرضيا .. دائما او مؤقتا لكنه مرة اخرى يحضر كطعم امر من الغياب .
| |
|